أَثمَان فَرَائض الصَّدقَات، سِتِّينَ دِينَارا، وَكَانَ رسم أهل ديوَان الصَّدقَات بكور الأهواز، فِي ذَلِك الْحِين، أَن يسبب لَهُم بِنصْف أَرْزَاقهم، ويرتفق الْعمَّال من ذَلِك النّصْف بِقِطْعَة مِنْهُ، ويصل إِلَيْهِم الْبَاقِي تحققا، أَو يسبب أَخذه مستأنفا؛ لضيق المَال وقلته عَن أصُول أرزاق المرتزقة، فَكنت أتقدم إِلَى من يقوم لَهُ فِي الْمُطَالبَة، أَن يلازم الْعمَّال، حَتَّى يصل إِلَيْهِ كَامِلا.
وَكنت أعْطِيه، فِي كل شهر، أَو شَهْرَيْن، شَيْئا من مَالِي، وشيئا من كسوتي، وثيابا صَحِيحَة من بزازي، فوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، مَا صرفت عَن عَمَلي، وَكَانَت صحبته لي نَحْو ثَلَاثِينَ شهرا، إِلَّا وَقد وصل إِلَيْهِ من هَذَا الْوَجْه وَمن غَيره، أَكثر من خمس مائَة دِينَار، حَتَّى أَنه تزوج فِيهَا بوساطتي، وبجاه خدمتي، إِلَى امْرَأَة موسرة، من أهل الأهواز، وَصَارَ الرجل من المتوسطين بالأهواز، وَصَارَ ينْسب إِلَى الصولي، وَشهر نَفسه بـ: أبي عَليّ الصولي.
ثمَّ صرفت عَن تِلْكَ الْولَايَة فِي سنة تسع وَخمسين وَثَلَاث مائَة، لما ولي الوزارة مُحَمَّد بن الْعَبَّاس، فقصدني وصرفني، وَقبض ضيعتي، وأشخصني إِلَى بَغْدَاد، بعد حُقُوق كَانَت لي عَلَيْهِ، وآمال لي فِيهِ.