فجَاء إِلَى الْبَقَّال، فَقَالَ: زن لأستاذي بِكَذَا وَكَذَا خبْزًا، وبكذا وَكَذَا إدَامًا، وَمَا يُرِيد غَيرهمَا.
فتغديت، وَوزن الفيج ثمن ذَلِك من عِنْده، واستأجر حِمَارَيْنِ، فأركبني أَحدهمَا، وَركب هُوَ الآخر، وَوزن الْأُجْرَة من عِنْده.
وَجِئْنَا فِي بَقِيَّة يَوْمنَا إِلَى بَغْدَاد، وقصدنا دَار الْقطن، وَفِي النِّهَايَة بَقِيَّة صَالِحَة، فأوصلت السفتجة إِلَى التَّاجِر، فنظرها، وَقَالَ: صَحِيحَة، إِذا حل الْأَجَل؛ فَاحْضُرْ للقبض.
فَقلت لَهُ: خُذ حَدِيثي، وَافْعل بعد ذَلِك مَا يوفقك الله، تَعَالَى، لَهُ، وقصصت عَلَيْهِ قصتي.
فَقَالَ لي: وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، إِنَّك صَادِق؟ فَحَلَفت.
فَأخْرج كيسا كَانَ بِقُرْبِهِ، فوزن لي مِنْهُ مَال السفتجة.
وصرت من وقتي إِلَى السُّوق، فاشتريت سويقا، وسكرا، وَعَسَلًا، وشيرجا، وخبزا عَظِيما، وخروفا مشويا، وحلوى، مِمَّا يصلح للنِّسَاء فِي النّفاس، ومهدا، وفرشا حسنا، وعطرا صَالحا، وشيئا من ثِيَاب.
وصرت إِلَى منزلي، وَقد قرب الْعشَاء الْآخِرَة، فَوجدت كل من فِيهِ من النِّسَاء يلعنني، وَيَدْعُو عَليّ.
فَقدمت الحمالين، وَدخلت وَرَاءَهُمْ، فَانْقَلَبت الدَّار بِالدُّعَاءِ لي، وَصَارَ الْغم سُرُورًا، وَوجدت زَوْجَتي قد ولدت غُلَاما.
فَعرفت الصّبيان خبر السفتجة وَالْمِيرَاث والفيج، وَأعْطيت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute