حرَّة وَالْأُخْرَى سَرِيَّة، وَولدت السّريَّة غُلَاما، والحرة جَارِيَة، فعمدت الْحرَّة إِلَى ولد السّريَّة فَأَخَذته، وَتركت بدله الْجَارِيَة، فاختصما فِي ذَلِك، كَيفَ الحكم بَينهمَا؟ قلت: لَا أَدْرِي.
قَالَ: فلست كَاتب قَاض.
قلت: أَنا كَاتب جَيش.
قَالَ: لَا بَأْس، أَرَأَيْت، لَو أَن رجلَيْنِ جَاءَا إِلَيْك لتحليهما، وكل وَاحِد مِنْهُمَا، اسْمه وَاسم أَبِيه كاسم الآخر وَاسم أَبِيه، إِلَّا أَن أَحدهمَا مشقوق الشّفة الْعليا، وَالْآخر مشقوق الشّفة السُّفْلى كَيفَ كنت تحليهما؟ قلت: أَقُول فلَان الأعلم، وَفُلَان الأعلم.
قَالَ: إِن رزقيهما مُخْتَلِفَانِ، وكل وَاحِد مِنْهُمَا يَجِيء فِي دَعْوَة الآخر.
قلت: لَا أَدْرِي.
قَالَ: فلست بكاتب جَيش.
قلت: أَنا كَاتب مَعُونَة.
قَالَ: لَا تبال، لَو أَن رجلَيْنِ رفعا إِلَيْك، شج أَحدهمَا شجة مُوضحَة، وشج الآخر صَاحبه شجة مأمومة، كَيفَ تفصل بَينهمَا؟ قلت: لَا أَدْرِي.
قَالَ: إِذن، لست كَاتب مَعُونَة، فاطلب لنَفسك، أَيهَا الرجل، شغلا غير هَذَا.
قَالَ: فقصرت إِلَى نَفسِي وغاظني، فَقلت: قد سَأَلت عَن هَذِه الْأُمُور،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute