للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيجوز أَن لَا يكون عنْدك جوابها، كَمَا لم يكن عِنْدِي، فَإِن كنت عَالما بِالْجَوَابِ، فَقل.

فَقَالَ: نعم، أما الَّذِي تزوجت أمه؛ فتكتب إِلَيْهِ: أما بعد، فَإِن الْأُمُور، تجْرِي من عِنْد الله، بِغَيْر محبَّة عباده، وَلَا اختيارهم، بل هُوَ، تَعَالَى، يخْتَار لَهُم مَا أحب، وَقد بَلغنِي تَزْوِيج الوالدة، خار الله لَك فِي قبضهَا، فَإِن الْقَبْر أكْرم الْأزْوَاج، وأستر للعيوب، وَالسَّلَام.

وَأما قراح قَاتل قثا؛ فيمسح العمود، حَتَّى إِذا صَار عددا فِي يدك، ضَربته فِي مثله، وَمثل ثلثه، فَمَا خرج فَهُوَ مساحته.

وَأما الْجَارِيَة والغلام؛ فيوزن اللبنان، فَأَيّهمَا أخف، فالجارية لَهُ.

وَأما المرتزقان المتوافقان فِي الاسمين؛ فَإِن كَانَ الشق فِي الشّفة الْعليا؛ كتبت فلَان الأعلم، وَإِذا كَانَ فِي الشّفة السُّفْلى؛ كتبت فلَان الْأَفْلَح.

وَأما أَصْحَاب الشجتين؛ فَلصَاحِب الْمُوَضّحَة ثلث الدِّيَة، وَلِصَاحِب المأمومة نصف الدِّيَة.

قَالَ: فَلَمَّا أجَاب فِي هَذِه الْمسَائِل؛ تعجبت مِنْهُ، وامتحنته فِي أَشْيَاء غَيرهَا كَثِيرَة، فَوَجَدته ماهرا فِي جَمِيعهَا، حاذقا، بليغا.

فَقلت: أَلَسْت زعمت أَنَّك حائك؟ فَقَالَ: أَنا، أصلحك الله، حائك كَلَام، وَلست بحائك نساجة، ثمَّ أنشأ يَقُول:

مَا مر بؤس وَلَا نعيم ... إِلَّا ولي فيهمَا نصيب

نَوَائِب الدَّهْر أدبتني ... وَإِنَّمَا يوعظ الأديب

قد ذقت حلوا وذقت مرا ... كَذَاك عَيْش الْفَتى ضروب

<<  <  ج: ص:  >  >>