للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: فَمَا سَبَب الَّذِي بك من سوء الْحَال؟ قَالَ: أَنا راجل كَاتب، دَامَت عطلتي، وَكَثُرت عيلتي، وتواصلت محنتي، وَقلت حيلتي، فَخرجت أطلب تَصرفا، فَقطع عَليّ الطَّرِيق، فَتركت كَمَا ترى، فمشيت على وَجْهي، فَلَمَّا لَاحَ لي الزلَال؛ استغثت بك.

قلت: فَإِنِّي قد خرجت إِلَى تصرف جليل، أحتاج فِيهِ إِلَى جمَاعَة مثلك، وَقد أمرت لَك بخلعة حَسَنَة، تصلح لمثلك، وَخَمْسَة آلَاف دِرْهَم، تصلح بهَا أَمرك، وتنفذ مِنْهَا إِلَى عِيَالك، وتتقوى نَفسك بباقيها، وَتصير معي إِلَى عَمَلي، فأوليك أَجله، إِن شَاءَ الله، تَعَالَى.

فَقَالَ: أحسن الله جزاءك، إِذن تجدني بِحَيْثُ يَسُرك، وَلَا أقوم مقَام معذر إِن شَاءَ الله.

فَأمرت بتقبيضه مَا رسمت لَهُ، فَقَبضهُ، وَانْحَدَرَ إِلَى الأهواز معي، فَجَعَلته المناظر للرخجي، والمحاسب لَهُ بحضرتي، والمستخرج لما عَلَيْهِ، فَقَامَ بذلك أحسن قيام وأوفاه.

وعظمت حَاله معي، وعادت نعْمَته إِلَى أحسن مَا كَانَت عَلَيْهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>