قال ابن حجر: مراد المصنف به أن قيل في عفريت: عفرية. وهي قراءة في الشواذ. أهـ. وهو بعيد؛ إذ لا وجه للاشتغال بميزان كلمة لم تجر في الحديث المتكلم عليه، وهبها جرت في قوله تعالى:{قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ}[النمل: ٣٩] على قراءة شاذة فهي لم تجر هنا على أنه لا وجه للاشتغال بالقراءة الشاذة وترك المشهورة.
فالصواب أن البخاري أراد التنبيه على أن كلمة «عفريت» مخففة من كلمة (عفرية)؛ لأن معناهما واحد، فتعين أن الأخف منهما هو الفرع. وبين أن جمعهما جمع تكسير لا جمع سلامة؛ فلذلك تغيرت حركة فاء الكلمة فيه مثل: زبنية وزبانية. وأشار إلى أنها مشتقة من العفر، وهو التمرد في التراب، كما أن زبنية مشتق من الزبن، فجئ فيه بوزن فعليه للإلحاق بشرذمة.
* *
ووقع فيه قول أبي ذر - رضي الله عنه -[٤: ١٩٧، ١٨]:
(أي مسجد وضع أول) إلى آخره.
ومطابقته للترجمة التنبيه على أن المسجد الأقصى كان مسجدًا من زمن إبراهيم قبل أن يبنيه سليمان ثم اندثر، وأن سليمان بنى في موضعه الهيكل المعروف بالمسجد الأقصى.
* *
ووقع فيه حديث أبي هريرة [٤: ١٩٨، ٢]: (أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارًا» إلخ.
ووجه ذكره في هذا الباب، مع خبر الذئب الذي عوى على ابن إحدى المرأتين، يحتمل أن أبا هريرة سمع الخبرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وقت واحد فحدث بهما، أو أن الأعرج سمعهما من أبي هريرة جميعًا فحدث بهما جميعًا.
* *
وقع فيه قول أبي هريرة [٤: ١٩٨، ٧]:
«والله إن سمعت بالسكين إلا يومئذ، وما كنا نقول إلا المدية».