«يوم بدر» من رواية سفيان عن طارق، وليست من رواية إسرائيل عن طارق؛ لأن البخاري في رواية إسرائيل في المغازي. وليس فيها لفظ «يوم بدر» فعلمنا أنها هنا من رواية سفيان خاصة دون ما يوهمه ظاهر تحويل الإسناد.
* * *
باب قول الله تعالى:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
(والاستقسام أن يُجيل القداح) ثم قال: (وفعلت منه قسمت، والقسوم المصدر).
قال القسطلاني:«بضم القاف». أهـ. وقال العيني: «أشار إلى أن مصدر (قسمت) الذي هو إخبار عن نفسه من الثلاثي المجرد (أي والقاصر) يأتي قسومًا على وزن فعولاً، أي مثل قعود. وقد جاء لفظ القسوم في قول الشاعر:
ولم أقسم فتحبسني القسوم
والاحتجاج بهذا على أن لفظ «القسوم» مصدر، وفيه نظر؛ لأنه يحتمل أن يكون جمع قسم بكسر القاف». أهـ.
ولم يقل غيرهما من الشراح شيئًا.
وهذا الذي ذكره البخاري أن الفعل منه «قسمت» لم نقف عليه ولم نجده في كتب اللغة: الصحاح واللسان والقاموس وشرحه والأساس.
والمصراع الذي ذكره العيني لا يعرف قائله ولا ما قلبه حتى يظهر مراده ووقوع «فتحبسني» بالمثناة الفوقية يقتضي أن القسوم جمع وليس مصدرًا مفردًا.
فإذا ثبت أن للاستقسام بالأزلام فعلاً مجردًا على فعلت، كما قال البخاري، تعين أن يكون مصدره القسوم؛ لأن وزن فُعول يطرد في مصدر فَعَل اللازم مثل القعود والغدو. لكن هذا لم ينص عليه أهل اللغة ولا المفسرون بل المعروف أن فعله