للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الوكالة]

باب إذا وكل رجلاً .... إلخ

فيه حديث أبي هريرة في توكيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياه بحفظ زكاة الفطر، ووقع فيه [٣: ١٣٣، ٣]:

(قال: «إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي .... فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ ولا يقربنك شيطانٌ حتى تصبح» إلى قوله: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أما إنه قد صدقك وهو كذوبٌ ... ذاك شيطانٌ»).

قد صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أخبر به الشيطان أبا هريرة، فدل على أن الشيطان قد علم علماً من فضائل القرآن في صفة خاصة في قراءة آية منه، فيحتمل أن ذلك العلم قد صار له من استراقه السمع من الملأ الأعلى، أو من استماعه للنبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ يجوز أن النبي قد علم ذلك بعض أصحابه ولم يعلمه أبا هريرة، أو من مشاهدته أثر قراءة آية الكرسي ممن يتعوذ بها عند نومه فيجد الشيطان نفسه ممنوعاً من الوصول إليه.

* * *

[باب ما يحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع]

أو مجاوزة الحد الذي أمر به

فيه حديث أبي أمامة الباهلي قال [٣: ١٣٥، ١٦]:

(ورأى سكة وشيئاً من آلة الحرث فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الذل»).

قال في «فتح الباري»: أشار البخاري بالترجمة إلى الجمع بين هذا الحديث وبين حديث أنس المتقدم في الباب قبله «باب فضل الزرع والغرس» بأن يحمل ما ورد من الذم على عاقبة ذلك، ومحله ما إذا اشتغل به فضيع بسببه ما أمر بحفظه، وإما أن يحمل على ما إذا لم يضيع إلا أنه جاوز الحد فيه. ا. هـ.

<<  <   >  >>