للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المراد بالخير الثاني مع أنها حادث جزئي في الإسلام، وكلام النبي - صلى الله عليه وسلم - على الحوادث العامة المؤثرة في معظم بلاد الإسلام، وخلافة عمر بن عبد العزيز لم تدم غير عامين؛ وكذلك بقية كلام عياض غير مناسبة للتقسيم الذي في الحديث، فأَجِد فيه تأملًا.

[باب إذا بقي في حثالة من الناس]

فيه حديث حذيفة [٦٦: ٩، ٣]:

(حدَّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ الأمانة نزلت في جذر قلوب الرِّجال ... ) إلخ.

الظاهر أن المراد بالأمانة القدر المشترك في معنى أمانة النفس الشاملة لأمانة الاعتقاد وهو التوحيد، وأمانة العمل، أي الطاعة، وأمانة المعاملة، وهي الوفاء بما قِبَل الشخص من حقوق الناس ليلتئم معنى الحديث في قوله: [٦٦: ٩، ٤]: «ثم علموا من القرآن» وفي قوله: [٦٦: ٩، ٩]: «وما في قلبه مثقال حبَّة خردلٍ من إيمان» مع قوله [٦٦: ٩، ٧]: «فلا يكاد أحدٌ يؤدِّي الأمانة» وفي قول حذيفة [٦٦: ٩، ٩]: «وما أبالي أيَّكم بايعت»، وقوله [٦٦: ٩، ١١]: «وأمَّا اليوم فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا».

وقوله: «وأمَّا اليوم فما كنت أبايع إلا فلانًا وفلانًا» لم يرد به أشخاصًا معيَّنين أبهمهم أو أبهمهم الراوي، بل إنما أراد الكناية عمن يُعرف من الناس، أي لا أبايع إلا مَنْ أعرف أمانته لما غلب على الناس من قلة الأمانة فإذا بايعتُ مَنْ لا أعرف خشيتُ الدخول في الخصومات.

ووقع فيه قوله: «وَمَا أُبالي أيكم بَايَعْت».

وهو بنصب أيكم على نزع الخافض، أو على تضمين (أبالي) معنى (أحذر).

[باب]

وقع فيه قوله عمار - رضي الله عنه -[٧٠: ٩، ١٢]:

(ليعلم إيَّاه تطيعون أم هي).

<<  <   >  >>