والإشارة إلى حديث مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات.
ولعل البخاري أخذ ذلك من رواية قتيبة بن سعيد في الموطأ، والذي في موطأ يحيى بن يحيى الليثي حديث يزيد بن رومان بن صالح الذي رواه البخاري، وحديث يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات، وحديث نافع عن ابن عمر في صفة صلاة الخوف. وبإثر ذلك قال مالك:«وحديث القاسم ابن محمد عن صالح بن خوات أحسن ما سمعت إليّ في صلاة الخوف». وبين حديث يزيد بن رومان عن صالح بن خوات وحديث القاسم بن محمد عنه اختلاف.
فحديث القاسم صرح بأن الإمام يسلم من صلاته إذا صلى الركعة بالطائفة الثانية ولا ينتظر فراغ الطائفة الثانية. وحديث يزيد صرح بأن الإمام ينتظر فراغ الطائفة الثانية من الركعتين، ثم يسلم من صلاته وتسلم معه الطائفة الثانية.
فقول مالك في رواية يحيى، وحديث القاسم عن صالح:«أحسن ما سمعت إليَّ في صلاة الخوف» يخالف ما رواه عنه البخاري هنا، من رواية قتيبة بن سعيد عن مالك رحمه الله. ولذلك قال ابن عبد البر: إن مالكًا رجح أولاً حديث يزيد بن رومان ثم رجع فرجح حديث القاسم.
واعلم أن البخاري إنما اختار رواية يزيد بن رومان؛ لأنها أقرب سندًا وأصرح في الرفع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
* *
[باب غزوة بني المصطلق]
وقع فيه قول ابن إسحاق [٥: ١٤٧، ١٤]:
(إنها سنة ست)
وقول موسى بن عقبة:(إنها سنة أربع).
أقول: وقال البيهقي سنة خمس، وسيذكر البخاري في حديث عروة في باب تفسير سورة النور أن سعد بن معاذ شهد قصة الإفك [٦: ١٣٠، ٤]، مع الجزم بأن