وقوله:«فمن كان من أهل الصلاة» إلخ، تفصيل قصد منه بيان فضيلة من يُدعى من جميع أبواب الجنة لأجل إنفاق زوجين في سبيل الله.
وقوله:«ومن كان من أهل الجهاد»، أي: من أهل المقاتلة بنفسه.
* *
ووقع في حديث عروة عن عائشة - رضي الله عنه - ذكر أمر سقيفة بني ساعدة فقال [٥: ٨، ٣]:
(فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم).
إنما حلف عمر على اعتقاد أن الرسول لا يموت حتى يشهد على جميع أمته لقوله:{وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}[البقرة: ١٤٣].
وقوله:«فليقطعن أيدي رجال» يعني المنافقين؛ لأن عمر علم أن المنافقين قد تحفزوا عند موت النبي لإثارة البغي والفتنة، وجزاء ذلك هو قطع الأيدي والأرجل.
ومن هؤلاء المنافقين من الأعراب الذين أوقدوا نار حرب الردة، وقال عروة [٥: ٨، ١٣]:
(فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر).
إن الذي دعا أبا بكر إلى إسكات عمر هو خيفة أن يصدر من عمر من الإغلاظ في القول للأنصار ما يهيج غضبهم إذ كانت في عمر حدة في القول، وكان عمر يومئذ في حال حيرة وجزع من وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخاف أبو بكر أن يصدر من عمر ما يبعد سبيل الوفاق، وقد وفق الله أبا بكر للسداد فحصل بكلامه إجماع الأمة.
* * *
[باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان]
وقع في حديث عمرو بن ميمون عن مقتل عمر وبيعة عثمان قول عمر بن الخطاب لعبد الله ابنه [٥: ٢٠، ١٨]:
(انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل: