[باب حسن المعاشرة مع الأهل]
وقع فيه قول السادسة من نساء حديث أُمِّ زَرْعِ [٧: ٣٥، ٢]:
(ولا يُولِجُ الكفُّ، ليعلمَ البثَّ).
جرت أسجاع كلامها على حرف الفاء أخت القاف، ولكن قولها: «ليعلم البث» خالف الأسجاع؛ إذ جاء على حرف الثاء المثلثة، فإما أن يكون السجع جرى على اعتبار قرب المخارج، فيكون بمنزلة فواصل القرآن، وإما أن تكون جرت على لغة من ينطق بالثاء المثلثة فاء أخت القاف، كمن يقول في جدث جدف، وفي ثوم فوم، وهي لغة معروفة بقي منها في بلادنا في لسان أهل صفاقس.
* * *
ووقع فيه قول العاشرة [٧: ٣٥، ٦]:
(لهُ إبلٌ كثيراتُ المبارك، قليلاتُ المسارحِ).
كذا في هذه الرواية، ووقع في بعض الروايات: (قليلات المسارح كثيرات المبارك)، وهي الأولى لتجريَ الأسجاع كلها في كلامها على حرف الكاف.
* * *
ووقع فيه قول الحادية عشرة أيضاً [٧: ٣٥، ١٦]:
(خرج أبُو زرع والأوطابُ تُمخض فلقيَ امرأةً ... ) إلخ.
لم يتعرض الشارحون لفائدة الاعتراض بجملة «والأوطاب تمخض» بما يشفي، وأراه لقصد الكناية عن وقوع الطلاق دون موجب يقتضيه من ضيق الحال وقلة الأقوات، وأن أبا زرع ذو خطرات؛ فلما أعجبته المرأة التي لقيها طلق أمَّ زرع وتزوج المرأة العارضة له، وقد كان ضيق العيش من موجبات الطلاق، قال الأحوض:
يا أبجر يا ابجر يا أنتا ... أنت الذي طلقت عام جُعتا
وقال الشاعر – أنشده الفراء ولم يعزه:
فلو أنَّكِ في يوم الرخاء سألتِني ... طلاقَكِ لم أبخل وأنتِ صديق
وكأنها حكت تطليق أبي زرع إياها، تريد أن المرأة لا تغيَّر بمحبة الرجل إياها،