للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سورة الأحقاف

وقع فيه قول عائشة - رضي الله عنه -[٦: ١٦٧، ٤]:

(مَا أَنْزَلَ اللهُ فِينَا شَيْئاً مِنَ القُرْآنِ إِلا أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ عُذْرِي).

ضمير المتكلم المشارك مراد به آل أبي بكر - رضي الله عنه - بقرينة قول مروان لعبد الرحمن بن أبي بكر: «هذا الذي أنزل فيه {والَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا {الآية»؛ ولذلك لا يكون أبو بكر مراداً من الضمير فإنه قد نزل فيه ثلاث آيات:

قوله تعالى: {والَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِهِ} الآية.

وقوله: {إذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا فِي الغَارِ} الآية.

وقوله: {ولا يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ والسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي القُرْبَى والْمَسَاكِينَ} الآية.

* * *

سورة الفتح

باب {إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا}

وقع فيه قول عبد الله بن عمرو بن العاص [٦: ١٦٩، ١٨]:

(أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي القُرْآنِ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا}) إلخ.

هذا صريح في أن عبد الله بن عمرو بن العاص أراد آية سورة الأحزاب؛ لأنها التي فيها {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إنَّا أَرْسَلْنَاكَ}. وأما التي في سورة الفتح فأولها {إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا}. وآية سورة الأحزاب أقوى شبهاً بما حكاه عبد الله بن عمرو من عبارات التوراة فكيف ذكر البخاري هذا الحديث في تفسير سورة الفتح وكان ذكره في تفسير سورة الأحزاب أحق. وقد غفل عن هذا جميع الشارحين لصحيح البخاري: ابن حجر والعيني والقسطلاني وزكريا والكوراني.

* * *

<<  <   >  >>