للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال رشيد العنزي:

باتوا نيامًا وابن هند لم ينم ... بات يقاسيها غلام كالزلم

وقالت ليلى الأخيلية تمدح الحجاج:

شفاها من الداء العضال الذي بها ... غلام إذا خز القناة سقاها

[باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -]

فيه حديث عائشة - رضي الله عنه -[٥: ٧٧: ١٩]:

«فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك».

تعني - رضي الله عنه - أن الذين جاؤوا من الأنصار كانوا ممن لم ير رسول الله من قبل، أي ليسوا من أهل العبقتين، وأن المهاجرين لم يقدم منهم أحد. وذلك أن دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على حين غفلة، وكان نزوله بقباء بعيدًا عن المدينة التي هي مأوى أهل العقبتين، والمهاجرين.

ويظهر أن تحيتهم أبا بكر لم يكن يصحبها كلام يدل على أنهم يحسبونه الرسول؛ لأنهم لو صدر منهم ما يقتضي ذلك لنفاه أبو بكر. ولعل أبا بكر - رضي الله عنه - لم يدلهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أول ساعة قصدًا لإراحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تعب السفر.

* *

ووقع في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - في ذكر سراقة [٥: ٧٩، ١٨]:

«وكان آخر النهار مسلحة له»

فالمسلحة -بفتح الميم وفتح اللام- اسم لمحل السلاح، أي المحل الذي يقيمه أهل السلاح للحراسة، وجمعه: المسالح، أطلق على سراقة اسم المسلحة للمبالغة، كما يقال: هو مأوى لقومه، وهو مستودع سر القبيلة.

<<  <   >  >>