فقوله:«والكعبة الشامية» مبتدأ وخبر. والتعريف في «الكعبة» للعهد. والواو عاطفة للجملة، أي وأما الكعبة المشهورة فهي الكعبة الشامية أي كذلك كان يقول خثعم وبجيله وغيرهم من مشركي اليمنيين.
وليس قوله:«والكعبة الشامية» عطفًا على «الكعبة اليمانية»، ولا قوله:«الشامية» نعتًا للكعبة، ولا الواو عاطفة مفردًا على مفرد. هذا وجه هذا التركيب. ومن حاول غير ذلك فيه فقد أخطأ أو تعسف؛ إذ ليس ذو الخلصة بمنسوب إلى الشام بحال، ولا كان يعرف الكعبة الشامية عند العرب، بل هو بيت كائن في أول بلاد اليمن مما يلي تهامة في أرض تبالة بينه وبين مكة أربع مراحل للسائر على طريق الطائف.
* * *
[باب غزوة سيف البحر]
وقع في حديث ابن الزبير عن جابر - رضي الله عنه - قوله [٥: ٢١٢، ١]:
(فأتاه بعضهم).
ثبت في بعض الروايات بمد «آتاه» ولم يزد على قوله: «بعضهم»، أي فأعطاه بعض القوم شيئًا من ذلك الحوت.
ووقع في بعض الروايات:«فأتاه بعضهم فأكله» بدون مد (أتاه)، أي وبدون ذكر متعلقة، أي أتاه بشيء منه. ووقع في بعض الروايات «فأتاه بعضهم ببعض منه فأكله» قال عياض: وهي الأظهر.
* * *
[باب وفد بني تميم]
فيه حديث عمران بن حصين [٥: ٢١٢، ١٢]:
(أتى نفر من بني تميم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:«اقبلوا البشرى يا بني تميم».
قالوا: يا رسول الله قد بشرتنا فأعطنا فرئي ذلك في وجهه، فجاء نفر من اليمن فقال:«اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم». قالوا: قد قبلنا يا رسول الله).
أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البشرى بالجنة ورضا الله تعالى، وهي التي تقابل النذارة في