أحبُّ إليَّ من كلِّ شيءٍ إلَّا من نفسي فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا والَّذي نفسي بيده حتَّى أكون أحبَّ إليك من نفسك». فقال له عمر: فإنَّه الآن والله لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي).
الظاهر أن الله فتح على عمر في تلك الساعة ففرض في نفسه أن يكون في مقام يدفع فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ضررًا بنفسه، فرأى أنه يفديه بنفسه، فأخبر به حينئذ بعد أن لم يكن يعلم ذلك.
[باب لا يحلف باللات]
فيه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[١٦٥: ٨، ١٦]:
«ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدَّق».
أي من قال ذلك بحدثان تحريم القمار والميسر، أي نسي التحريم، فقال عند لقاء أحد أيساره: تعال أقامرك؛ إذ كانوا يقولون ذلك في أوقات فراغهم.
باب قوله تعالى:{وأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ}
فيه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر [١٦٦: ٨، ١٢]:
«لا تقسم».
ومعناه أنه جعل قول أبي بكر:«فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأتُ في الرؤيا» من قبيل اليمين اللغو على رأي البخاري؛ ومن قال مثله في معنى يمين اللغو. وأردفه بقوله:«لا تقسم» أي لا تُعِد اليمين؛ لأنها تصير حينئذ يمينًا فيها الحنث؛ لأن يمين اللغو على رأي هؤلاء إنما تكون في أول الكلام أو أثنائه مرة واحدة؛ فحذره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أن يعيد اليمين؛ لأنه لا يحب له الحنث، وما هو بمخبره بما أخطأ في تعبيره.