مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجدان القدح وشربه منه مرارًا.
وفي الجزء الذي حدثه عن محمد بن مقاتل ذكر دخوله مع رسول الله، ووجدان قدح اللبن، ودعاء أهل الصفة ودخولهم.
وفي الحديث المطول ذكر ذلك كله مع زيادة أنه استقرأ آية من أبي بكر، وذكر شرب أهل الصفة كلهم، وشرب أبي هريرة بعدهم، وشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[باب حفظ اللسان]
[١٢٥: ٨، ٩]:
(عن أبي شريحٍ الخزاعيِّ قال: سمع أذناي ووعاه قلبي النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول:«الضِّيافة ثلاثة أيَّامٍ جائزته»، قيل: ما جائزته؟ قال:«يومٌ وليلةٌ»).
فقوله - صلى الله عليه وسلم -: «جائزته» ابتداء كلام، فيكون قد قال:«الضيافة ثلاثة أيام» ثم سكت ثم قال: «جائزته» تنبيهًا عليها واهتمامًا بها كيلا يتغافل الناس عنها.
يعني أنها زيادة على الضيافة تكون بعدها زيادة في إكرام الضيف.
فيجوز في قوله «جائزته» الرفع، وهو الأظهر، فيكون مبتدأ وسكت بعده النبي - صلى الله عليه وسلم - تشويقًا إلى الخبر زيادة في الاهتمام بالمحافظة على الجائزة؛ فلذلك سألوه لأنهم ما سألوه إلا بعد أن سكت ولم يذكر خبرًا. فقول النحاة في تعريف الكلام: هو ما أفاد فائدة يحسن سكوت المتكلم عندها، مخصوص بغير مقام التشويق.
ويحتمل أن الجائزة كانت معروفة عندهم، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها على وجه التنبيه، فيقدر خبر، أي حائزته لازمة.
وإنما سألوه عنها مع أنها معروفة، زيادة في الاستعلام لاحتمال أن يكون قد تغير مقدارها شرعًا.
ويجوز نصب «جائزته» على الإغراء، أي أعطوه جائزته، والسؤال لذلك السبب.
وقد وقع هذا الحديث في الموطأ عن أبي شريح أيضًا بلفظ:«فَلْيُكْرم ضيفه جائزته يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام».