على غير ترقب حملهم وأعلمهم بأن ذلك من عناية الله بهم؛ إذ ساق لرسوله إبلًا ويسَّر لهم الحمل.
فالمعنى: ما أنا حملتكم من الإبل الكائنة عندي حين اليمين؛ ولكن الله يسَّر لكم إبلًا أخرى؛ فذلك معنى قوله:«ولكن الله حملكم».
وأما قوله:«وإني لا أحلف على يمين ... » إلخ، فذلك تَرقٍّ في بيان أحوال اليمين، يعني: ومع ذلك فأنا سأكفِّر عن يميني، وهذا من الورع؛ إذ رأى الأولى له أن يكفر عن يمينه نظرًا إلى ظاهر لفظ يمينه دون استعانة بالبساط.
[باب يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -]
فيه حديث ابن عمر - رضي الله عنه -[١٦٠: ٨، ١٤]:
(كانت يمين النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا ومقلِّب القلوب»).
كذا أخرجه هنا وفي باب يحول بين المرء وقلبه من كتاب القدر [١٥٧: ٨، ١٩].
والمراد أن هذا اليمين من أيمان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا أنها انحصر فيها حلفه فإنه رواه ابن المبارك عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر:(كثيرًا ما كان النَّبيُ يحلف: «لا ومقلِّب القلوب»).
ثم إن الشارحين لم يذكروا موقعًا من مواقع هذه اليمين، ولعلهم لم يقفوا على ذلك، والمتعين: إما أنها يمين على إبطال كلام قبلها، فتكون (لا) في أول اليمين نافية لكلام سابق، وجملة القسم بعدها، وجواب القسم محذوفًا دلت عليه (لا) النافية.
وإما أنها يمين على امتناع أو خبر بنفي، فتكون (لا) في أولها زائدة لتأكيد حاصل النفي الذي في الجواب كقوله تعالى: {فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ}.
فيه حديث عبد الله بن هشام [١٦١: ٨، ٣]:
(قال: كنَّا مع النَّبيِّ وهو آخذٌ بيد عمر فقال له عمر: يا رسول الله لأنت