معنى «مجاورة» أنها معتكفة فيه، فإن حرم مكة كله بمنزلة المساجد عند كثير من أهل العلم، فكانت عائشة ترى ذلك؛ فلذلك اعتكفت في ثبير، وإطلاق الجوار على الاعتكاف معروف؛ لأن الاعتكاف إقامة طويلة.
* * *
[باب وجوب الصفا والمروة]
فيه قول أبي بكر بن عبد الرحمن [٢: ١٩٤، ١٠]:
(فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما).
يريد فأنا أسمع الآن، أي من خبر الزهري عن عروة عن عائشة؛ إذ لم يكن سمعه من قبل كما دل عليه قوله للزهري [٢: ١٩٤، ٤]: «إن هذا لعلم ما كنت سمعته»، أي فلما وجده لا ينافي ما كان سمعه من رجال من أهل العلم جعل كلا الخبرين يكمل الآخر؛ لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ.
لم يحقق الشارحون محل الاستدلال من هذه الآية، فإن قوله:{لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ}[الحج: ٣٦] لا عموم له، فالصواب أن محل الاستدلال هو قوله تعالى: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا