للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فـ «نعايا» جمع نعية كولايا جمع ولية، والنعية مؤنث النعي، وهو الذي ينعى الميت كما في قول بثينة:

صرح النعي وما كنى بجميل

وإنما تصرخ النساء في بيت الميت، فهن النعايا. ثم ينقله الرجال إلى مجامع القوم فهم الأنعياء.

* * *

[باب كتابة الإمام الناس]

فيه حديث حذيفة [٤: ٨٧، ١٤]:

(قالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «اكْتُبُوا لِي مَنْ تَلَفَّظَ بِالإِسْلامِ مِنَ النَّاس» فَكَتَبْنَا لَهُ أَلْفاً وَخَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ، فَقُلْنَا: نَخَافُ وَنَحْنَ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ابْتُلِينَا حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَهُ وَهُوَ خَائِفٌ».

لاشك أن مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكتبوا له جميع المسلمين من الرجال الذين تحتوي عليهم المدينة خاصة دون من كان من المسلمين من الأعراب النازلين حواليها؛ إذ لا يستطيع أهل المدينة وهم المخاطبون بالأمر إحصاءهم؛ فتعين أن المراد ساكنو المدينة.

وأن المراد بهم الرجال بقرينة قول حذيفة: «فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمسمائة»؛ إذ لو كان في المعدودين النساء لما كان لعددهم أثر في انتفاء الخوف؛ وأن المراد جميع الرجال الذين تلفظوا بالإسلام، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من تلفَّظ بالإسلام». فتعين أنه يريد سكان المدينة عدا المشركين منهم. ولو كان المراد إحصاءَ جيش خارج المدينة لما كان لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من تلفَّظ بالإسلام» موقع؛ إذ لا يكون في الجيش غير المسلمين. فتمحض أن ذلك قد كان في وقعة الخندق؛ لأن جميع أهل المدينة كانوا معدودين يومئذ في الجيش؛ إذ قد كانوا مدافعين عن مدينتهم، ولو كان ذلك في جيش خارج المدينة لما كان في جميع من تلفظ بالإسلام؛ إذ لا يمكن أن يخرج في الجهاد جميع الرجال، وقد أكد ذلك قول حذيفة: «فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمسمائة». فإن وقعة الخندق كانت مخيفة لأهل المدينة، إذ جاءتهم الأحزاب من قبائل عديدة، كما وصفها القرآن: {وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ

<<  <   >  >>