باب {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: ١٥٨]
وقع فيه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[٦: ٧٥، ١٤]:
«أما صاحبكم هذا فقد غامر».
وفسره البخاري بقوله [٦: ٧٥ ت (٩)]: (قال أبو عبد الله: غامر: سبق بالخير).
المشهور أن «غامر» بمعنى خاصم، وأما ما فسر به البخاري فهو مما رواه المستملي.
وقد اختلفت الروايات في لفظ «الخبر» فالذي في نسخة صحيحة من البخاري «بالخبر» بباء موحدة. وكذلك ثبت في كتاب «المشارق» لعياض، فيكون معناه: أن «غامر» بمعنى سبق، ويكون ذكر المتعلق، وهو قوله:«بالخبر» بيانًا لمتعلق السبق، وليس المراد منه أن معنى «غامر» خصوص السبق بالخبر بل مطلق السبق، فيكون مجازًا؛ لأن أصل المغامرة المدافعة والمخاصمة ومن لوازمها المسارعة، وهذا تفسير غريب.
وفي الفتح عن المحب الطبري أنه نقل مثله عن أبي عبيدة.
وفي النسخ التي شرح عليها الشراح:«بالخير» بالمثناة التحتية. فيكون تأويلاً لكلام الرسول بأنه على طريقة التورية، إذ أطلق «غامر» بمعنى سبق إلى الخير، وهو أنه جاء بطلب من الرسول أن يسترضي عمر، فيكون أبو بكر سبق إلى طلب المسامحة التي هي خير، فيكون تفضيلاً لموقف أبي بكر، وبشارة له بأنه خير الرجلين لما في الحديث:«وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
* * *
باب قوله:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}[الأنفال: ٣٣]
وقع فيه قول أنس [٦: ٧٨، ٩]:
(قال أبو جهل: الله إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم).
يحتمل أن يكون أبو جهل قال هذا بنصه، فيكون من الكلام البليغ البالغ حد