بين الأنصار بحيث علمه صغارهم بله كبارهم، وفي شبه عتاب على ما صنعه عمر من تخريج أبي موسى حتى ألجأه إلى تطلب البيَّنة على ما رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويدل لذلك ما في صحيح مسلم أن أبا موسى أخبر عمر أن أُبَيَّ بن كعب يشهد بذلك وأن عمر سأل أُبَيّاً فشهد أُبَيُّ لأبي موسى ثم قال لعمر: لا تكن عذاباً على أصحاب رسول الله.
* * *
باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارَّة
وقع فيه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[٨: ٨٠، ١١]:
«إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتَّى تختلطوا بالنَّاس أجل أن يحزنهُ».
قوله «أجْلَ» بالنصب على نزع الخافض، أي من أجل، كما صرح به صاحب الكشاف عند قوله تعالى:{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ}. ومنه قول عدي بن زيد:
أجْلَ أن الله قد فضَّلكم ... فوق من أحْكَأ صُلباً بإزار