باب {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[البقرة: ٩٢]
وقع فيه قوله [٦: ٤٦، ١١]:
(ذلك مال رايح).
فقال الشراح: بالمثناة التحتية، وهذا سهو منهم، فالصواب أنه بهمزة بعد الألف على حكم إبدال حرف العلة الواقع عينًا للكلمة في زنة اسم الفاعل. وإنما تكتب الياء لتوضع الهمزة تحتها في الرسم، وأما النطق بالياء فلحن؛ ولذلك لا ينقطعون هذه الياء تفرقة بينها وبين الياء المنطوق بها. وقد حكى ابن جنى أن أبا علي الفارسي ذهب مع صاحب له إلى بعض المتسمين بالعلم يزورانه فوجدا بين يديه جزءًا كتب فيه لفظ (قايل) بياء نقط تحتها بنقطتين. فقال له أبو علي: خط من هذا؟ قال: خطي. فالتفت أبو علي إلى صاحبه وقال: لقد أضعنا خطواتنا في زيارة مثله.
باب {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا}[آل عمران: ٩٣]
وقع فيه قول عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -[٦: ٤٧، ٣]:
(فوضع مدراسها الذي يُدرسها منهم كفه على آية الرجم).
سمى الفقرة من التوراة آية؛ لأنهم غلب على ألسنتهم تسمية جمل القرآن آيات، فأطلقوا ذلك على الجمل التي في التوراة على وجه التشبيه، وإلا فإن كلام التوراة ليس بآيات؛ إذ ليس فيها إعجاز.
* * *
باب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ