فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التحديث بالحشر والشفاعة جري على عادة العرب في القرى أن يُحدثوا الضيفان بأخبار. قال راجزهم:
ورب ضيف طرق الحي سُرى ... صادف زادًا وحديثًا ما اشتهى
* *
وقع فيه [٦: ١٠٥، ٢٠]:
(«فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله»).
حصل العلم لآدم ولغيره من الرسل - عليه السلام - بذلك يومئذٍ بوحي من الله بأنه لا يغضب في المستقبل، أو لعلمهم بأن ذلك اليوم هو مظهر الغضب على جميع المغضوب عليهم؛ لأنه يوم الجزاء على المعاصي فيعقبه الأمر بإلقاء المغضوب عليهم في العذاب وينتهي الغضب، وهذا يقتضي أن الغاضب إذا عاقب المغضوب عليه ينتهي الغضب؛ إذ لا موجب له بعد. والله تعالى حكيم.
* *
ووقع فيه [٦: ١٠٧، ٣]:
(«فيُقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب»).
الظاهر أن الباب الأيمن مختص بهم أو بعباد الله المقربين. وهذا كناية عن الإسراع بدخولهم كما هو شأن الأبواب الخاصة والأبواب العامة.
والظاهر أن المراد بكونهم شركاء الناس أن حقهم ثابت في بقية الأبواب، لكن حصول مقصودهم بالدخول من الباب الأيمن يجعلهم في غنية عن الدخول من الأبواب المشتركة؛ إذ لا فائدة في تكرر الدخول. هذا ما ظهر في معنى الحديث.
ووقع فيه [٦: ١٠٧، ٥]:
(«والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى»).