هذا لفظ محمد بن بشار شيخ البخاري. ذكره البخاري بلفظه مع أنه لم يخرج هنا رواية عثمان بن عمر عن علي بن المبارك، ولكنه أخرج رواية وكيع عن علي ابن المبارك، وهو مثل حديث عثمان بن عمر، فلما لم يَرْوِه البخاري عن عثمان ابن عمر، وروى عن محمد بن بشار حديثه أثبت لكلام محمد بن بشار بلفظه مع العلم بأن لفظ حديثه مماثل للفظ حديث وكيع؛ إذ كلاهما رواه عن علي بن المبارك.
* * *
سورة اقرأ باسم ربك
فيه قول الحسن [٦: ٢١٤، ٤]:
(اكتُب في المُصحف في أوَّل الإمام بسم الله الرَّحمن الرَّحيم).
وجه ذكر هذا القول في تفسير هذه السورة أن الحسن جعل الأمر في قوله تعالى: {اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ {دالاًّ على طلب التسمية عند ابتداء القراءة للقرآن لكل قارئ، فليس الأمر خاصّاً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن كل حكم خوطب به النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمته مثله فيه ما لم يدل على الخصوصية دليل. ولما كان أول المصحف هو أول ما يقرؤه القارئ وضع له البسملة علامة على الابتداء، وليس الحسن مما يرى أن البسملة آية في أول الفاتحة؛ لأنه لو كان كذلك ما كان لذكر قوله في أول سورة العلق وجه.
* * *
سورة الصمد
فيه حديث أبي هريرة [٦: ٢٢٢، ١٠]:
(عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:«قال اللهُ: كذَّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك»).
المراد التكذيب بلسان الحال، فإن الخلق الأول دالٌّ على أنه من صنع الله، فهو ناطق بدلالة الحال بأن الله صانعه. ولم ينكر المشركون أن الله خالق الخلق الأول،