للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعريف الصلاة (١):

الصلاة لغةً: الدعاء، وسميت الصلاة الشرعية صلاة لاشتمالها عليه، وبهذا قال الجمهور من أهل اللغة وغيرهم من أهل التحقيق.

قال الله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} (٢). أي: ادع لهم.

وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا دعى أحدكم فليجب، فإن كان صائمًا فليصلِّ ...» (٣) أي: ليدعُ لصاحب الطعام.

والصلاة في الاصطلاح: التعبدُّ لله تعالى بأقوال وأفعال معلومة مُفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم، مع النية، بشرائط مخصوصة.

[منزلتها من الدين]

١ - الصلاة آكد الفروض بعد الشهادتين وأفضلها، وأحد أركان الإسلام، فعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان والحج» (٤).

٢ - وشدد الشارع النكير على تاركها حتى نسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكفر، فقال: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة» (٥).

وقال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» (٦).

وقال عبد الله بن شقي (تابعي): «كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركُه كفر غير الصلاة» (٧).

٣ - والصلاة عمود الدين لا يقوم إلا به، كما قال صلى الله عليه وسلم: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله» (٨).


(١) «مواهب الجليل» (١/ ٢٧٧) و «المجموع» (٣/ ٣) و «كشاف القناع» (١/ ٢٢١).
(٢) سورة التوبة، الآية: ١٠٣.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (١٤٣١) وسيأتي.
(٤) صحيح: أخرجه البخاري (٨)، ومسلم (١٦).
(٥) صحيح: أخرجه مسلم (٩٨٧)، وأبو داود (١٦٥٨)، والنسائي (١/ ٢٣١) وغيرهم.
(٦) صحيح: أخرجه الترمذي (٢٦٢١)، والنسائي (١/ ٢٣١)، وابن ماجه (١٠٧٩)، وانظر طرقه في «تعظيم قدر الصلاة» (٨٩٤ - بتحقيقي).
(٧) إسناد صحيح: أخرجه الترمذي (٢٦٢٢)، وابن نصر في «تعظيم قدر الصلاة» (٩٤٨ - بتحقيقي).
(٨) أخرجه الترمذي (٢٦١٦)، وابن ماجه (٣٩٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>