للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كافرٌ بالكواكب، وأما من قال: مُطِرنا بِنَوْء (١) كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب» (٢).

فإذا اعتقد أن للنواء تأثيرًا في إنزال المطر فهذا كفر، لأنه أشرك في الربوبية، وإن لم يعتقد ذلك -بل قاله على سبيل المجاز مع اعتقاده أن المؤثر هو الله وحده، ولكنه أجرى العادة بوجود المطر عند سقوط النجم- فهو من الشرك الأصغر، لأنه نسب نعمة الله إلى غيره، ولأن الله لم يجعل النوء سببًا لإنزال المطر فيه، وإنما هو من فضل الله ورحمته، يحبسه إذا شاء وينزله إذا شاء (٣).

[٣] يستحب أن يدعو عند المطر، فإنه مظنة الإجابة (إن صح الحديث):

لما رُوى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اطلبوا استجابة الدعاء عند: التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث» (٤).

[٤] ويستحب أن يتعرض ببعض بدنه للمطر:

فعن أنس قال: أصابنا -ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- مطرٌ، فَحَسَر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: «لأنه حديثُ عهد بربِّه تعالى» (٥).

[٥] وإذا كثر المطر وخيف الضرر منه: فيستحب أن يدعو رافعًا يديه -بما في حديث أنس المتقدم في الاستسقاء على المنبر يوم الجمعة-: «اللهم حوالَيْنا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر» (٦).

والآكام: دون الجبل وأعلى من الرابية، والظِّراب: الجبال المنبسطة غير العالية.

سجود التلاوة (*)

تعريفه:

سجود التلاوة: هو السجود الذي سببه تلاوة أو سماع آية من آيات السجود في القرآن الكريم.


(١) سقوط نجم من المنازل، وكانت العرب تنسب الأمطار والريح إلى النجم الساقط.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري (٨٤٦)، ومسلم (٧١).
(٣) «فتح المجيد» (ص: ٤٥٥ - ٤٥٩) بتصرف واختصار.
(٤) صححه الألباني: وانظر «السلسلة الصحيحة» (١٤٦٩)، و «صحيح الجامع» (١٠٢٦).
(٥) أخرجه مسلم (٨٩٨)، وأبو داود (٥١٠٠).
(٦) صحيح: أخرجه البخاري (١٠١٤)، ومسلم (٨٩٧).
(*) لشيخنا أبي عمير مجدي بن عرفات -رفع الله قدره- «فتح الرحمن بأحكام ومواضع سجود القرآن» وقد استفدت منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>