للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الكاساني: جمع عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان على أُبي ابن كعب فصلى بهم عشرين ركعة ولم ينكر عليه أحد فيكون إجماعًا منهم على ذلك.

٣ - تسع وثلاثين بالوتر: وهو قول مالك (١) وقال: «هو الأمر القديم عندنا» وحجته: ما جاء عن داود بن قيس قال: «أدركت الناس بالمدينة في زمن عمر بن عبد العزيز وأبان بن عثمان يصلون ستًّا ويوترون بثلاث» (٢).

٤ - أربعون ركعة ويوتر بسبع: قال الحسن بن عبيد الله «كان عبد الرحمن بن الأسود يصلي بنا في رمضان أربعين ركعة ويوتر بسبع» (٣) وعن أحمد بن حنبل أنه كان يصلي في رمضان ما لا يحصى (٤).

قلت: والتحقيق ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية (» / ٢٧٢ - ٢٧٣):

«... وهذا كله سائغ، فكيفما قام في رمضان من هذه الوجوه فقد أحسن، والأفضل يخلف باختلاف أحوال المصلين، فإن كان منهم احتمال لطول القيام، فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره -هو الأفضل، وإن كانوا لا يحتملون فالقيام بعشرين ركعة هو الأفضل، وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين، فإنه وسط بين العشر والأربعين، وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك، ولا يكره شيء من ذلك، وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره.

ومن ظن أن قيام رمضان في عد موقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزاد ولا ينقص منه فقد أخطأ ...» اهـ.

قلت: وهكذا فليكن الفقه، فأين هذا من بعض إخواننا الذين يفارقون جماعة التراويح في «الحرم» وينصرفون بعد صلاة عشر ركعات!! عفا الله عنا وعنهم.


(١) «المدونة» (١/ ١٩٣)، و «شرح الزرقاني» (١/ ٢٨٤).
(٢) صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٩٣)، وابن نصر في «قيام رمضان» (ص/ ٦٠).
(٣) صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٩٣).
(٤) «كشاف القناع» (١/ ٤٢٥)، و «مطالب أولي النهى» (١/ ٥٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>