للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرُفعت [يعني: رُفع علمها]، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها ...» (١).

كيف يتحرى المسلم ليلة القدر؟

هذه الليلة المباركة من حُرِمها فقد حُرِم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم، لذلك ينبغي للمسلم الحريص على طاعة الله أن يحييها إيمانًا وطمعًا في أجرها العظيم، وأن يجتهد في العشر الأواخر أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد ما لا يجتهد في غيرها» (٢).

وعليه أن يكثر من القيام في هذه الليالي وأن يعتزل النساء ويحث أهله على الطاعة فيها، فعن عائشة قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر، شدَّ مئزره (٣)، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» (٤).

حتى يكون حريًّا بموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (٥).

الدعاء فيها:

ويستحب الدعاء فيها والإكثار منه لا سيما بالدعاء الوارد في حديث عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن عملت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟

قال: «قولي: اللهم إنك عَفُوٌّ تحب العفو فاعفُ عني» (٦).

علامات ليلة القدر:

ليلة القدر لها علامات تُعرف بها، ومن هذه العلامات ما يكون في الليلة نفسها مثل:

١ - أن يكون الجو مناسبًا والريح ساكنة، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء» (٧).


(١) صحيح: أخرجه البخاري (٢٠٢٣).
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (١١٧٤).
(٣) أي اعتزل النساء لأجل العبادة، وشمَّر في طلبها وجدَّ في ذلك.
(٤) صحيح: أخرجه البخاري (٢٠٢٤)، ومسلم (١١٧٤).
(٥) صحيح: تقدم قريبًا.
(٦) صحيح: أخرجه الترمذي (٣٧٦٠)، وابن ماجه (٣٨٥٠).
(٧) حسن: أخرجه الطيالسي (٣٤٩)، وابن خزيمة (٣/ ٢٣١)، والبزار (١٠٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>