للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو سمع كسمع، أو مثل سمع، فإذا قال: سمع كسمع، أو مثل سمع فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله: يد وسمع وبصر ولا يقول كيد ولا مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهًا وهو كما قال تبارك وتعالى في كتابه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١) " (٢).

قال نعيم بن حماد (٣): "من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه، فقد كفر وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيهًا" (٤).

وبسبب هذا التنزيه المزعوم عن مشابهة الله تعالى لخلقه، وقع القرطبي والمازري في نفي جميع صفات الله تعالى عدا الصفات السبع التي يثبتها الأشاعرة.

وخالفوا المنهج السلفي الذي عليه الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام في القرون المفضلة ومن سلك مسلكهم إلى يومنا هذا.

فهم يثبتون لله تعالى ما أثبته سبحانه لنفسه أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - مع تنزيهه سبحانه عن مشابهة المخلوقين. لكن هؤلاء جعلوا مجرد إثبات الصفات لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة يعتبر تشبيهًا له سبحانه بخلقه. ولذا رموا السلف المثبتين لهذه الصفات بصفات منفرة كقولهم: المجسمة أو المشبهة أو الحشوية كما سبق بيانه.


(١) سورة الشورى، آية: ١١.
(٢) أقاويل الثقات للكرامي ص (١٣٩).
(٣) نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي كان من أشد الناس على الجهمية توفي سنة (٢٢٨ هـ) في سجن المأمون إذ امتحن على القول بخلق القرآن فأبى حتى مات في سجنه رحمه الله سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٩٥)، طبقات الحفاظ ص (٢٠٣) ترجمة (٤٠٥).
(٤) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (٣/ ٥٨٧).

<<  <   >  >>