للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربهم ينطقون بذلك بألسنتهم" (١).

وقال ابن تيمية: "فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين، ثم كلام سائر الأئمة مملوء بما هو إما نص، وإما ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى هو العلي الأعلى، وهو فوق كل شيء، وهو على كل شيء، وأنه فوق العرش وأنه فوق السماء" (٢).

فمن الأدلة على علو الله تعالى من الكتاب: قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} (٣)، وقوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} (٤)، وقوله عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (١٦)} (٥)، وقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (٦)، والآيات في هذا كثيرة.

ومن السنة حديث الجارية السابق، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء" (٧).

ومنها حديث المعراج الطويل، وفيه تجاوز النبي - صلى الله عليه وسلم - سماءً سماءً، حتى انتهى إلى ربه تعالى، فقرَّبه وأدناه، وفرض عليه خمسين صلاة، فلم


(١) إثبات صفة العلو لابن قدامة ص (٤١).
(٢) الفتاوى (٥/ ١٢).
(٣) سورة الأنعام، آية: ١٨.
(٤) سورة النحل، آية: ٥٠.
(٥) سورة الملك، آية: ١٦.
(٦) سورة فاطر، آية: ١٠.
(٧) رواه البخاري في كتاب المغازي باب بعث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ح (٤٣٥١) (٧/ ٦٦٥) ومسلم في كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم ح (١٠٦٤) (٧/ ١٦٨).

<<  <   >  >>