- أن ذرية آدم خُلِقُوا على صورة آدم، لم يخلق آدم على صورهم.
- أنه لو أُريد مجرد المشابهة لآدم وذريته لم يحتج إلى لفظ "خلق" على كذا، فإن هذه العبارة إنما تستعمل فيما فعل على مثال غيره.
- أن يقال: كون الوجه يشبه وجه آدم مثل كون سائر الأعضاء تشبه أعضاء آدم، لو صح أن هذا علة منع الضرب لوجب هذا الحكم لسائر الأعضاء وهذا لا يقوله أحد.
وأمَّا عود الضمير على آدم ففاسد؛ لأنه كون آدم خلق على صورة آدم ليس له معنى، وليس في ذلك مناسبة للنهي عن ضرب وجوه بنيه، ولا عن تقبيحها، كذلك الله خلق سائر أعضاء آدم غلى صورة آدم، فيكون هذا مانعًا من ضرب سائر الأعضاء، وهذا معلوم الفساد.
أما تأويلهم الحديث على أن آدم لم يخلق من نطفة وعلقة، ولم يتكون في مدة طويلة، فلو كانت هذه العلة هي المانعة من ضرب الوجه وتقبيحه، كونه خلق على هذا الوجه، وهذه العلة منتفية في بنيه، فينبغي أن يجوز ضرب وجوه بنيه وتقبيحها لانتفاء العلة إذ هم لم يخلقوا على صورهم التي هم عليها إضافة إلى أن هذا القول لا دليل عليه، وليس في هذه الأحاديث ما يدل عليه بحال من الأحوال" (١).
وقد أطال شيخ الإسلام في رد هذه التأويلات بما يبطلها فاكتفينا بنقل بعضه مختصرًا خشية الإطالة.
أما قولهم: إن المراد بالصورة: الصفة فهو فاسد؛ لأن الصورة هي الصورة الموجودة في الخارج ولفظ: "صَوَرَ" يدل على ذلك، وما من
(١) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (١/ ٥٤٠، ٥٤٥) بتصرف وإختصار وقد نقله من كتاب "نقض التأسيس" لابن تيمية (٣/ ٢٠٢) فما بعدها.