للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمر، وحذيفة، وعلي، وجبير بن مطعم، وغيرهم، وروى ذلك عن الصحابة أمثالهم من التابعين، ثم كذلك ينقله الجم الغفير والعدد الكثير إلى أن انتهى ذلك إلينا، وفاضت أنواره علينا، وانضاف إلى ذلك ما جاء من ذلك في القرآن المتواتر عند كل إنسان فقد حصل بهذه المعجزة العلم اليقين الذي لا يشك فيه أحدٌ من العاقلين" (١).

وقد ردّ على الذين استبعدوا وقوعه أو كذبوه من بعض أهل الملة أو من الملاحدة قال في ختامه: "والذي يحسم مادة الخلاف بين أهل ملتنا أن نقول: "لا بعد في أن يكون الله تعالى خرق العادة في ذلك الوقت، فصرف جميع أهل الأرض عن الالتفات إلى القمر في تلك الساعة، لتختص مشاهدة تلك الآية بأهل مكة، كما اختصوا بأكثر مشاهدة آياته، كحنين الجذع، وتسبيح الحصى، وكلام الشجر، إلى غير ذلك من الخوارق التي شاهدوها ونقلوها إلى غيرهم، كما قد فصلنا ذلك في كتابنا المسمى "الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإثبات نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -" وهذا الكلام خاصٌّ للمنكر للإنشقاق من أهل الإسلام، وأما الملاحدة فالكلام معهم في إبطال أصولهم الفاسدة" (٢).

٥ - نطق الجمادات:

من دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - ما جاء في بعض الأحاديث من نطق الحجر والشجر تصديقًا له وآية لرسالته، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن" (٣) قال القرطبي: "يعني أنه كان


(١) المفهم (٧/ ٤٠٣).
(٢) المفهم (٧/ ٤٠٤).
(٣) رواه مسلم في كتاب الفضائل، باب نسب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتسليم الحجر عليه قبل النبوة ح ٢٢٧٧ (١٥/ ٤٢).

<<  <   >  >>