للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} (١) ثم إن الله تعالى اصطفى من ولد إسماعيل كنانة كما ذكرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث ثم إن الله تعالى ختمهم بختامهم وأمَّهم بإمامهم وشرفهم بصدر كتيبتهم، وبيت قصيدهم شمس ضحاها هلال ليلتها در تقاصيرها (٢) زبرجدها وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - أخَّره عن الأنبياء زمانًا، وقدَّمه عليهم رتبة ومكانًا جعله الله واسطة النظام وكمل بكماله أولئك الملأ الكرام وخصَّه من بينهم بالمقام المحمود في اليوم المشهود" (٣).

"فالله تعالى قد حمده بما لم يحمد به أحدًا من الخلق وأعطاه من المحامد ما لم يعط مثله أحدًا من الخلق ويلهمه يوم القيامة من محامده، ما لم يلهمه أحدًا من الخلق، وقد حمده أهل السموات والأرض والدنيا والآخرة" (٤). نسأل الله تعالى أن يميتنا على ملته ويحشرنا في زمرته.

وأذكر هنا خصائصه - صلى الله عليه وسلم - بالتفصيل التي ذكرها القرطبي أو المازري وهي كما يلي:

١ - خاتم الأنبياء:

لقد بعث الله تعالى الرسل مبشرين ومنذرين، قال تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (٥)، وما من أمة إلَّا بعث فيها رسول، قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} (٦). ولذا تتابع الرسل -عليهم السلام- واحدًا بعد


(١) سورة النساء، الآية: ١٦٣.
(٢) جمع تقصارة وهي: القلادة انظر: لسان العرب (٥/ ١٠٢).
(٣) المفهم (٦/ ٤٧).
(٤) المفهم (٦/ ١٤٥).
(٥) سورة النساء، الآية: ١٦٥.
(٦) سورة فاطر، الآية: ٢٤.

<<  <   >  >>