للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمقفي: الذي يقفوهم أي: يكون بعدهم، وعلى الجملة: هو أمر مجمع عليه معلوم من دين هذه الأمة، فمن ادعى أن بعده نبيًّا أو رسولًا، فإن كان مُسرًّا لذلك واطُلع بالشهادة المعتبرة قُتِلَ قَتْلَة زنديق، فإن صرَّح بذلك فهو مرتد يستتاب، فإن تاب وإلَّا قُتِل قتلة مرتد" (١).

٢ - الشفاعة:

من الخصائص التي أُكرم بها - صلى الله عليه وسلم - وخُص بها دون الرسل -عليهم السلام- الشفاعة العامة لأهل المحشر يوم القيامة، وقد جاء إثباتها في الحديث الطويل الذي جاء فيه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذلك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم، فيأتون آدم -ثم ذكر مجيئهم لآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، وكلهم يعتذر حتى قال: فيأتوني فيقولون: يا محمد! أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربي، ثم يفتح الله عليَّ، ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع" (٢).


(١) المفهم (٤/ ٤٨).
(٢) رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} ح ٣٣٤٠ (٦/ ٤٢٨)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة ح ١٩٤ (٦٦/ ٣).

<<  <   >  >>