للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ريبة لإنسان" (١).

وقد رد القرطبي له سائر تأويلاتهم وشبهاتهم المتعلقة بهذه المسألة (٢).

هل ابن صياد هو الدجال؟ :

ويقال له: ابن صائد، واسمه صاف، ذكر أن نسبه في بني النجار،

وقيل: من اليهود، وكانوا حلفاء بني النجار، وكانت حاله في صغره حالة

الكهان يصدق مرة ويكذب مرارًا، ثم إنه أسلم لما كبر وظهرت منه علامة

الخير من الحج والجهاد مع المسلمين، ثم ظهرت منه أحوال وسمعت

منه أقوال له تشعر بأنه الدجال، وبأنه كافر، وقيل: إنه تاب ومات

بالمدينة، وقيل: فقد يوم الحرة ولم يوقف عليه (٣).

قال القرطبي: "اختلف بابن صياد، هل هو الدجال أم لا؟ وقد ذكره

ابن جرير وغيره في الصحابة غير أنه قد ظهرت منه أمور بعضها كفر

وبعضها يشعر بأنه الدجال، وهي أمور تقارب النص أنه هو، وأما ما ورد

من إسلامه وحجه وغير ذلك من أعمال تنافي حال الدجال، فقد يكون

أسلم ثم كفر أو يكون هذا منه من باب النفاق.

وأما كون الدجال، لا يولد له ولا يدخل مكة ولا المدينة وابن صياد

ولد له ودخل مكة والمدينة، فربما يكون هذا من الدجال إذا خرج على

الناس، وقد اجتمعت قرائن كثيرة تفيد أن ابن صياد هو الدجال، ولذلك

كان ابن عمر -رضي الله عنهما- قد اعتقد ذلك، وصمم عليه، بحيث كان

يحلف على ذلك، وكذلك جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- وعلى

الجملة فأمره كله مشكلة على الأمة، وهو فتنة ومحنة والله أعلم


(١) المفهم (٧/ ٢٦٧).
(٢) انظر: المفهم (٧/ ٢٦٨، ٢٦٩).
(٣) المفهم (٧/ ٢٦٢).

<<  <   >  >>