واجب عقلاً, وذلك موقوف على معرفة المنعم وهي موقوفة على النظر, وما لا يتم الواجب إلا به وهو مقدور فهو واجب. فالنظر واجب, لكنه جهة أخرى خلاف ما نحن فيه.
وقوله:(أو لا يجب حتى يثبت بالشرع ويعكس) وجه آخر, وهو أن يقول المعاند: لا أنظر في معجزتك حتى يجب النظر علي, ولا يجب النظر علي في معجزتك حتى يثبت الشرع, ولا يثبت الشرع ما لم يجب علي النظر, لأنه حينئذ لا يثبت إلا بنظري في معجزتك, وذلك دور.
وأجاب المصنف عن الدليل المذكور أولا: بأنه مشترك الإلزام؛ لأن وجوب النظر عند المعتزلة نظري [٥٢/أ] لتوقفه على مقدمات متوقفة على أنظار دقيقة, فإن العلم بوجوب النظر, موقوف على العلم بوجوب معرفة الله -تعالى- وعلى العلم بأن النظر طريق إليها, ولا طريق إليها سواه, وأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب,