للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[دليلنا:]

ما ذكرنا، وهو أن ما احتمل الصدق والكذب خبر، وما لم يحتمل فليس بخبر، فدل على أن الخبر إنما كان خبراً لما وضع له من كونه محتملاً للأمرين، كما قلنا في الأمر، لما كان استدعاء الفعل ممن هو دونه، دل على أن الأمر إنما يكون أمراً لكونه استدعاء.

مسألة (١)

العلم يقع من جهة الأخبار المتواترة، مع اختلاف في صفة التواتر كما يقع من جهة المشاهدات. وهذا ظاهر على أصلنا؛ لأنه أثبت العلم بأخبار الصفات. وهو قول كافة أهل العلم.

وحكي عن بعض الأوائل -وقيل هم السمنية (٢) ، وقيل: هم البراهمة (٣) - أنه لا يقع العلم بشيء من الأخبار، وإنما يقع العلم بالمحسوسات والمشاهدات.


(١) راجع هذه المسألة في: "المسودة" ص (٢٣٣) ، و"التمهيد في أصول الفقه" الورقة (١٠٧/أ-١٠٨/أ) ، و"روضة الناظر" مع شرحها "نزهة الخاطر" (١/٢٤٤-٢٤٧) ، و"شرح الكوكب المنير" ص (٢٥٨) من الملحق.
(٢) السمنية فرقة ضالة، ظهرت قبل الاسلام، قالت بتناسخ الأرواح، كما قالت بقدم العالم، وزعموا أن النظر والاستدلال باطل، والمعلومات لا تدرك إلا من جهة الحس.
انظر: "الفرق بين الفرق" ص (٢٧٠) ، و"الغلو والفرق الغالية" للدكتور عبد الله السامرائي ص (١٢٩) .
(٣) البراهمة: فرقة ضالة، ظهرت في الهند، تنسب إلى رجل يقال له: "براهم"، كان يقول بنفي النبوات، وأن وقوعها أمر مستحيل في حكم العقل؛ لأن الرسول إما أن يأتي بأمر معقول. أو بأمر غير معقول فإن كان الأول فقد كفانا فيه العقل، =

<<  <  ج: ص:  >  >>