للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفاء] :

وأما "الفاء" فللتعقيب، قال سيبويه١: إذا قال: رأيت زيدًا فعَمْرًا، يجب أن تكون رؤيته لعمرو عقيب رؤيته لزيد، ولأن "الفاء" تدخل في الجزاء والشرط؛ لأن مثل الجزاء أن يكون عقيب الشرط، فلما كان "الفاء" للتعقيب اختص به دون الواو، فقيل: إذا فعل فلان كذا، فافعل كذا، ولا يجوز أن يقال بالواو؛ لأن الواو لا توجب التعقيب٢.


١ هو عمرو بن عثمان بن قنبر، أبو بشر، المعروف بسيبويه، إمام المدرسة البصرية في النحو بلا منازع، أخذ عن الخليل وأبي الخطاب الأخفش وغيرهما.
أَلَّفَ "الكتاب" في النحو. مات سنة: ١٨٠، بالبيضاء وعمره اثنان وثلاثون عامًا. وقيل غير ذلك.
له ترجمة في: "بغية الوعاة" "٢/ ٢٣١"، و"البداية والنهاية" "١٠/ ١٧٦"، و"نزهة الألباء في طبقات الأدباء" "ص: ٧١".
٢ ومن معانيها أيضًا: الترتيب معنوي أو ذكري, وأنكره الفراء. واستثنى الجرمي من إفادتها الترتيب البقاع والأمطار، لمجيء الأول في قول امرئ القيس: "بين الدخول فحومل"، ولمجيء قولهم: مطرنا مكان كذا، فكان كذا. ومن معانيها: السببية كقوله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} "١٥" سورة القصص.
انظر: "المغني" لابن هشام بحاشية الأمير "١/ ١٣٩- ١٤٣"، و"شرح الكوكب المنير" "ص: ٧٥، ٧٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>