للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجموع المنكرة تحمل على أقل الجمع]

[مدخل]

...

فصل ١ الجموع المنكرة تحمل على أقل الجمع

ألفاظ الجموع كالمشركين، والمسلمين، والقائلين، إذا لم يدخلها الألف واللام، فقيل: مشركون، ومسلمون، وقائلون، لم يحمل على العموم، ولم يكن للجنس، ويحمل على أقل الجمع، كما قال أصحاب الخصوص والعموم.

وقد أشار أحمد رحمه الله إلى هذا في رواية أبي طالب، إذا قال: ما أحله الله علي حرام -يعني به الطلاق- أجاب: إنه٢ يكون ثلاثًا، وإذا قال: أعني به طلاقًا؛ فهذه واحدة، لأن طلاقًا غير الطلاق.

فقد فرق بين دخول الألف واللام على الطلاق في أنه يقتضي الجنس، وبين حذفها في أنه لا يقتضي جنسه.

واختلف أصحاب الشافعي: فمنهم من قال: مثل قولنا، ومنهم من حمله على العموم واستغراق الجنس.

وحكي ذلك عن الجبائي٣.

وقد أشار إليه الإمام أحمد في رواية صالح وقد سأله رضي الله عنه:


١ راجع في هذا الفصل: "المسودة" ص"١٠٦"، و "شرح الكوكب المنير" ص"٣٥٧" من الملحق.
٢ في الأصل: "إن".
٣ هو: محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران الجبائي، أبو علي. المتكلم، الأصولي، من كبار المعتزلة. له مناظرات مع أبي الحسن الأشعري. ولد سنة ٢٣٥هـ، ومات سنة ٣٠٣هـ.
له ترجمة في: "شذرات الذهب": "٢/٢٤١"، و"طبقات المعتزلة" ص"٢٨٧-٢٦٩"، و"لسان الميزان": "٥/٢٧١"، و"مفتاح السعادة": "٢/١٦٥"، و"وفيات الأعيان": "١/٤٨٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>