واستدل أبو العباس ابن القاص على صحته بتلقي أئمة الفقه والاجتهاد له بالقبول، وقال: "وهذا القدر مغنٍ عن مجرد الرواية". راجع: "تلخيص الحبير": "٤/١٨٣". وقد نقل صاحب "فواتح الرحموت": "١/٣٥٩"، أن الباقلاني والطبري: وثقا هذا الحديث. وأخرجه الترمذي في كتاب الأحكام، باب ما جاء في القاضي كيف يقضي "٣/٦٠٧-٦٠٨"، وقال فيه: "لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل". وأخرجه أبو داود في كتاب الأقضية، باب اجتهاد الرأي في القضاء "٢/٢٧٢". وأخرجه الطيالسي في كتاب القضاء والدعاوى والبينات، باب آداب القضاء والقاضي وكيف يقضي "١/٢٨٦". وتكميلًا للفائدة أورد بعض أقوال العلماء في هذا الحديث: قال البخاري في "تاريخه": "الحارث بن عمرو -أحد رواة الحديث- عن أصحاب معاذ، وعنه أبو عون؛ لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا". وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية": "لا يصح، وإن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم، ويعتمدون عليه، وإن كان معناه صحيحًا". وقال ابن طاهر ما معناه: بعد البحث الطويل في مصادر الحديث، وجد له طريقان، وكلاهما لا يصح. وقال الدارقطني في "العلل": "رواه شعبة عن أبي عون وهكذا، وأرسله ابن مهدي وجماعات عنه، والمرسل أصح". وقال ابن حزم: "لا يصح؛ لأن الحارث مجهول، وشيوخه لا يعرفون". وقال عبد الحق: "لا يسند، ولا يوجد من وجه صحيح". انتهى ملخصًا من "تلخيص الحبير": "١٨٢/٤-١٨٣".