للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبهذا قال الكرخي من أصحاب أبي حنيفة (١) ، ومالك (٢) والمعتزلة (٣) .

وفيه رواية أخرى: ليس بحجة إلا مرسل الصحابة.

أومأ إليه في رواية إسحاق بن إبراهيم، وقد سئل عن حديث عن النبي [صلى الله عليه وسلم] مرسل برجال ثَبَت، أحبُّ، إليك، أو حديث عن الصحابة متصل برجال ثَبَت؟ فقال: عن الصحابة أعجب إليّ.

وهذا يدل من قوله على أنه ليس بحجة، إذ لو كان حجة، لم يقدم عليه قول الصحابي؛ لأن من جعله حجة قدمه على قول الصحابي.

وقال مهنا: سألت أحمد رحمه الله عن حديث ثوبان (٤) : (أطيعوا قريشاً ما استقاموا لكم) (٥) ، قال: ليس بصحيح، سالم بن أبي الجعد (٦) لم يلقَ ثوبان.


(١) راجع رأي الحنفية في هذا الموضوع في: "تيسير التحرير" (٣/١٠٢) ، و"مسلم الثبوت" مع شرحه "فواتح الرحموت" (٢/١٤٧) .
(٢) راجع رأي الإمام مالك هنا في: "شرح تنقيح الفصول" للقرافي ص (٣٧٩) .
(٣) انظر تفصيل القول عند المعتزلة في الحديث المرسل في كتاب "المعتمد" لأبي الحسين البصري (٢/٦٢٨) .
(٤) هو: ثوبان بن بجدد، أبو عبد الله، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه.
روى عنه جبير بن نفير الحضرمي، وأبو إدريس الخولاني وخلق.
خرج بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام، فنزل "الرملة" ثم انتقل إلى "حمص"، وبها مات سنة (٥٤هـ) .
له ترجمة في: "الاستيعاب" (١/٢١٨) ، و"الإصابة" القسم الأول ص (٤١٣) طبعة دار نهضة مصر.
(٥) هذا الحديث أخرجه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط" حكى ذلك الهيثمي في كتابه "مجمع الزوائد" (٥/١٩٥) ، وقال بعد ذلك: (ورجال الصغير ثقات) .
(٦) هو: سالم بن أبي الجعد رافع، الأشجعي بالولاء، الكوفي. روى عن ثوبان =

<<  <  ج: ص:  >  >>