للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قال في رواية حُبَيش (١) وسلمة بن شبيب (٢) : لا نكتب عن هؤلاء الذين يأخذون الدراهم على الحديث ويحدثون، ولا كرامة.

وهذا على طريق الورع؛ لأن بيع العينة، وأخذ الأجرة على رواية الحديث، مما يسوغ فيه الاجتهاد، وما يسوغ فيه الاجتهاد لم يفسق فاعله.

[التدليس]

فأما التدليس (٣) فإنه يكره (٤) ، ولكن لا يمنع من قبول الخبر.


(١) هو: حبيش بن سندي. من كبار أصحاب الإمام أحمد. يقال: إنه كتب عن الإمام أحمد نحواً من عشرين ألف حديث.
له ترجمة في: "طبقات الحنابلة" (١/١٤٦) .
وهناك شخص آخر بهذا الاسم في "طبقات الحنابلة" (١/١٤٧) هذا الشخص هو: حبيش بن مبشر بن أحمد الثقفي، الطوسي الأصل. من أصحاب الإمام أحمد. مات سنة (٢٥٨هـ) .
والذي يظهر لي أن المقصود هو الأول؛ لأنه أشهر، وكثير الرواية عن الإمام، ولأن الأخير يذكر باسم: حبيش بن مبشر. والله أعلم.
(٢) النيسابوري. من أصحاب الإمام أحمد. ذكره أبو بكر الخلال، وقال فيه: رفيع القدر، حدث عن شيوخنا الأجلاء.
له ترجمة في: "الإنصاف" (١٢/٢٨٦) . و"طبقات الحنابلة" (١/٢٦٩) .
(٣) أصل مادة (د ل س) تدل -كما يقول ابن فارس-: "على ستر وظلمة"، "فالدلس": يأتي بمعنى "الظلمة"، ويأتي بمعنى: "اختلاط الظلمة بالنور".
وسميت الصفة المعروفة لدى المحدثين بهذا الاسم لاشتراكهما في الخفاء كما صرح بذلك الحافظ ابن حجر في كتابه "نخبة الفكر" و"شرحها" ص (٧٧) مطبوع مع لفظ الدرر.
وراجع في ذلك أيضاً: "المصباح المنير" (١/٣٠٥) ، و"معجم مقاييس اللغة" (١/٢٩٦) مادة (دلس) .
(٤) ليس ذلك على إطلاقه، كما سيأتي بيان ذلك في ص (٩٥٥-٩٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>