للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منطقٌ صائبٌ وتلحَنُ أحيَا ... نًا وخيرُ الحديثِ ما كان لحنًا١

وقيل: لحن القول ما دل عليه، وحذف استغناء عنه بدليل الكلام عليه نحو قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ} ٢. فدل على أنه ضرب، فانفجرت. ونحو قوله: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} ٣، ولم يذكر أنهما ذهبا، اكتفاء بما حكاه من جواب فرعون لهما حتى٤ قال: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى، قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} ٥. [١١/ أ] وأشباه ذلك.


١ هذا البيت قاله الشاعر مالك بن أسماء في جارية له ضمن ثلاثة أبيات هي:
أمغطي مني على بصري للـ ... ـحب أم أنت أكمل الناس حسنا
وحديث ألذه هو مما ... يشتهي الناعتون يوزن وزنا
منطق صائب وتلحن أحيا ... نًا وأحلى الحديث ما كان لحنا
ويلاحظ أنه أتى بكلمة: أحلى، بدل كلمة: خير، التي أتى بها المصنف.
راجع: "عيون الأخبار" لابن قتيبة، المجلد الثاني، ص: ١٦١، ١٦٢"، و"معجم الشعراء" للمرزباني "ص: ٢٦٦"، و"البيان والتبيين" للجاحظ "١/ ١٤٧" وروايته للبيت المستشهد به كرواية ابن قتيبة، وقد رواه الجاحظ أيضًا في كتابه المذكور "١/ ٢٢٨" وروايته للبيت مثل رواية المؤلف.
٢ "٦٠" سورة البقرة.
٣ "٤٣" سورة طه.
٤ هكذا في الأصل، ولعل الصواب: "حين".
٥ الآيتان "٤٩، ٥٠" سورة طه.

<<  <  ج: ص:  >  >>