للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال حسان:١

الناسَ ألِّب علينا فيك ليس لنا ... إلا السيوف وأطراف القنا وزر٢

فقدم قوله:

إلا السيوف وأطراف القنا ...

وجعله بمثابة قوله: ليس لنا وزر إلا السيوف وأطراف القنا.

وقال الكميت:٣

فما لي إلا آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مشعب الحق مشعب٤

فنصبا جميعًا بالاستثناء مما هو في موضع النصب والخفض، وقد قال أهل العربية: إن الاستثناء إذا تقدم نصب أبدًا المستثنى منه، تقول: ما جاءني إلا إياك أحد، وما مررت إلا إياك أحد، واستشهدوا بهذين البيتين.


١ هو: حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام أبو الوليد الأنصاري النجاري شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، نافح عن الدعوة الإسلامية في فجر تاريخها، وكان لشعره أثر كبير على الكفار، وبخاصة قريش، مات قبل الأربعين في خلافة علي رضي الله عنه، وله من العمر عشرون ومائة سنة، عاش نصفها في الجاهلية.
له ترجمة في: "الاستيعاب": "١/٣٤١"، و"الإصابة": "٢/٨".
٢ هذا البيت ليس لحسان بن ثابت رضي الله عنه، كما ذهب المؤلف؛ وإنما هو لكعب بن مالك رضي الله عنه قاله للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقد نسب البيت إليه سيبويه في "الكتاب": "١/٣٧١" طبعة بولاق، والمبرد في كتابه "المقتضب": "٤/٣٩٧"، وابن يعيش في "شرحه للمفصل": "٢/٧٩".
٣ هو: الكميت بن زيد أبو المستهل الأسدي. كان معلم صبيان الكوفة، وكان به صمم. كما كان رافضيًا متعصبًا لأهل الكوفة، في شعره تكلف شديد وسرقة كثيرة. ولد سنة ٦٠هـ، ومات سنة ١٢٦هـ.
له ترجمة في "الأعلام": "٦/٩٢"، و"الشعر والشعراء": "٢/٥٨١"، و"طبقات الشعراء" لابن سلام الجمحي ص"٤٥".
٤ هذا البيت لكميت بن زيد، كما ذكر المؤلف، وقد نسبه إليه المبرد في كتابه: "المقتضب": "٤/٣٩٨"، وابن يعيش في كتابه: "شرح المفصل": "٢/٧٩"، وخالد الأزهري في كتابه: "التصريح": "١/٣٥٥"، وابن منظور في كتابه: "اللسان" مادة "شعب".

<<  <  ج: ص:  >  >>