للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} ١ يعني: لكن. وهذا قول سيبويه٢.

وأما قول الشاعر:

إلا اليعافير وإلا العيس

فإنه استثناء من الأنيس وهذا مما يستأنس به.

فأما الفلول في السيوف في البيت الآخر؛ فهو عيب؛ وإنما سببه هو الذي يمدح به.

وما حكوه عن العرب؛ فقد حكينا خلافه.

واحتج: بأنه استثناء لا يرفع الجملة؛ فصح كما لو كان من جنسه، وكما لو استثنى عينًا من ورق.

والجواب: أنه لا يجوز اعتبار الجنس بغيره، كما لم يجز اعتبار التخصيص بغيره، ولأن الاستثناء من الجنس يوجد فيه معنى الاستثناء، وههنا لا يوجد معناه؛ لأن معناه إخراج ما لولاه لدخل تحت اللفظ.

وأما استثناء العين من الورق: ففيه خلاف بين أصحابنا؛ فأبو بكر يمنع منه٣. والخرقي يجيزه٤؛ لأنهما أجريا مجرى الجنس الواحد في أشياء، مثل كونها قيم الأشياء والأروض وغير ذلك.


١ "٩٨" سورة يونس.
٢ وذلك في كتابه: "١/٣٦٦-٣٦٨" طبعة بولاق، ولكنه قدر المعنى في آية هود الأولى: ".. ولكن من رحم.."، وقدر الآية الثانية بقوله: ".. ولكن قليلا ممن أنجيناهم"، كما قدر آية يونس بقوله: ".. ولكن قوم يونس.."، ويلاحظ أنه في كل تقديراته، يثبت "الواو" قبل "لكن".
٣ هكذا حكى عنه ابن قدامة في كتابه: "المغني: "٥/١٣٠"، كما حكى عن ابن أبي موسى قوله: إنه رواية في المذهب.
٤ لأنه قال في "مختصره" في كتاب الإقرار ص"٩٩": "ومن أقر بشيء، واستثنى من غير جنسه، كان استثناؤه باطلًا؛ إلا أن يستثنى عينًا من ورق، أو ورقًا من عين". ونقل ابن قدامة في كتابه: "المغني": "٥/١٣٠"، عن ابن أبي موسى، أنه رواية في المذهب أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>