للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما قولهم: إن التلاوة لا يكون بعضها خيراً من بعض، فلا يصح؛ لأنه قد يكون [١١٤/ب] بعضها خيراً من بعض، على معنى أنها أكثر ثواباً، مثل سورة "طه" و"يس"، وما أشبه ذلك.

وقد يكون في بعضها من الإعجاز في اللفظ والنظم أكثر مما في البعض وقد كانت العرب تعجب من بعض، ولا تعجب من بعض.

وعلى أنا لو سلمنا أنه لا يجوز في التلاوة تفاضل، فإننا نحمل قوله: (نأت بخيرٍ منْها) على الحكم، وقوله: (أَوْ مِثْلِها) على التلاوة ولا شك أن المماثلة متأتية في التلاوة، ولا يتأتى أن يقال ذلك في السنة، فإنها ليست مثل القرآن.

ويدل عليه ما روى الدارقطني (١) في سننه في جملة النوادر قال: حدثنا محمد بن مخلد (٢) ، حدثنا محمد بن داود القنطري أبو جعفر الكبير (٣) .


(١) هو الحافظ الإمام علي بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسن البغدادي. روى عن البغوي وابن صاعد وغيرهما. وعنه الحاكم وأبو حامد الاسفراييني وغيرهما.
له كتب منها: "السنن"، و"العلل"، و"الافراد". ولد سنة (٣٠٦) ومات سنة (٣٨٥) .
له ترجمة في: "البداية والنهاية" (١١/٣١٧) ، و"تاريخ بغداد" (١٢/٣٤) ، و"تذكرة الحفاظ" (٣/٩٩١) ، و"شذرات الذهب" (١٣/١١٦) ، و"غاية النهاية" لابن الجزري (١/٥٥٨) ، و"طبقات الحفاظ" ص (٣٩٣) ، و"اللباب" (١/٤٠٤) ، و"المنتظم" (٧/١٨٣) ، و"النجوم الزاهرة" (٤/١٧٢) .
(٢) هو: محمد بن مخلد بن حفص أبو عبد الله الدوري العطار الخضيب، ثقة مأمون.
روى عن مسلم بن الحجاج والحسن بن عرفة. وعنه الدارقطني مات سنة (٣٣١ هـ) وله من العمر ثمان وتسعون سنة.
له ترجمة في: "تاريخ بغداد" (٣/٣١٠) ، و"تذكرة الحفاظ" (٣/٨٢٨) ، و"طبقات الحفاظ" ص (٣٤٤) .
(٣) روى عن جبرون بن واقد حديثين باطلين، كما قال الذهبي في "الميزان" (٣/ =

<<  <  ج: ص:  >  >>