للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- الأولى: عند إرساله كما ذكر ذلك مفصَّلًا في طه والنمل والقصص، وأُشير إليه في سُورٍ أخرى.

- الثانية: تكليمُه في مجيئه الأول، وهو المذكور في سورة الأعراف؛ في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} إلى قوله: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ … } الآية [الأعراف: ١٤٣ - ١٤٥]، وهو المشار إليه كذلك في قوله: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى} إلى قوله: {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} [طه: ٨٣ - ٨٥].

- الثالثة: تكليمُه في مجيئه الثاني، وهو المشار إليه في قوله: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: ١٥٥].

وقولهم: {لَنْ نُؤْمِن لَك حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَة}، هذا القولُ من سيئات بني إسرائيل، وتعنتاتهم، وقد ذمَّهم اللهُ بذلك وعاقبهم بأخذ الصاعقة لهم حتى ماتوا ثم بعثهم ليشكروه، ويتوب إليه، ولهذا قال تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، فجعل تعالى بَعْثَهم بعد موتِهم نعمةً يستحقُّ عليها الشكرَ، فإنهم إذا بعثوا أَمكنهم أن يتوبوا، ولهذا قال موسى في دعائه بعدما أخذتهم الرجفة: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} [الأعراف: ١٥٦]؛ أي: تُبنا إليك (١).

وقولُه: (ما حل بكم): هذا تقديرُ المفعول به لتنظرون، وهو يدلُّ على أنَّ أخذَ الصاعقةِ لهم في حال يقظتهم، وهو أبلغُ في إحداث الرعبِ والفزعِ.


(١) ينظر: «غريب القرآن» لابن قتيبة (ص ١٧٣)، و «المفردات» للراغب (ص ٨٤٧).

<<  <   >  >>