وقولهم:{لَنْ نُؤْمِن لَك حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَة}، هذا القولُ من سيئات بني إسرائيل، وتعنتاتهم، وقد ذمَّهم اللهُ بذلك وعاقبهم بأخذ الصاعقة لهم حتى ماتوا ثم بعثهم ليشكروه، ويتوب إليه، ولهذا قال تعالى:{ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، فجعل تعالى بَعْثَهم بعد موتِهم نعمةً يستحقُّ عليها الشكرَ، فإنهم إذا بعثوا أَمكنهم أن يتوبوا، ولهذا قال موسى في دعائه بعدما أخذتهم الرجفة:{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}[الأعراف: ١٥٦]؛ أي: تُبنا إليك (١).
وقولُه:(ما حل بكم): هذا تقديرُ المفعول به لتنظرون، وهو يدلُّ على أنَّ أخذَ الصاعقةِ لهم في حال يقظتهم، وهو أبلغُ في إحداث الرعبِ والفزعِ.