للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: أنكروا إضلالهم {وَ} قد {رَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ} عطفٌ على تبَّرأَ {بِهِمِ} عنهم {الْأَسْبَابُ} الوصل التي كانت بينهم في الدنيا من الأرحام والمودة. {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} رجعةً إلى الدنيا {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ} أي: المتبوعين {كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا} اليومَ، ولو: للتمنِّي، ونتبرأ جوابُه {كَذَلِكَ} كما أراهم شدةَ عذابِه وتبرأ بعضهم من بعض {يُرِيهِمِ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ} السيئةَ {حَسَرَاتٍ} حال، نداماتٍ {عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} بعد دخولها.

وقولُ المؤلِّف: (أصنامًا): فسَّرَ الأنداد بالأصنام، والأصنامُ من الأنداد، والأنداد؛ هم: النُّظَراء والأشباهُ فيَعمُّ كلَّ ما اتخذه المشركون إلهًا مع الله صنمًا أو غيره (١).

وقولُه: (بالتعظيم والخضوع): هذا من تفسير الشيءِ بأثرِه فإن التعظيمَ والخضوعَ أثرُ المحبة. وقولُه: (كحبِّهم له): يُبيِّن أن المشركين يُحبُّون أندادَهم كحبِّهم لله فلَزِمَ من ذلك التسوية بين الله والأنداد في المحبَّة.

وقولُه: (مِنْ حبِّهم للأنداد … ) إلى آخره: يُبيِّن بذلك أن حبَّ المؤمنين لله أشدُّ من حبِّ المشركين لأندادِهم، ثم يُوضِّح هذا التفاوت في شدَّة المحبة بين حبِّ المؤمنين لله وحبِّ المشركين لأندادِهم بأن المؤمنين يدعون ربَّهم في الشدَّة والرخاء، ولا يعدلون عنه لغيره، وأما المشركون فينسون أندادَهم في الشدَّة، ويُخلصون الدعاء لله.

وقوله: ({وَلَوْ تَرَى … } … ) إلى آخره: مشى على قراءة نافعٍ وابنِ عامر «بالتاء» المنقوطة من فوق على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أو كلِّ مَنْ يصلح


(١) تقدم في (ص ٦٥).

<<  <   >  >>