للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لَيْسَ الْبِرُّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} في الصلاة {قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} نزل ردًّا على اليهود والنصارى حيث زعموا ذلك {وَلَكِنَّ الْبِرَّ} أَي: ذا البر، وقُرئَ البار {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ} أي الكتب {وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى} مع {حُبِّهِ} له {ذَوِي الْقُرْبَى} القرابة {وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} المسافر {وَالسَّائِلِينَ} الطالبين {وَفِي} فكِّ {الرِّقَابِ} المكاتبين والأَسرى {وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} المفروضةَ وما قبله في التطوع {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} اللهَ أو الناسَ {وَالصَّابِرِينَ} نصب على المدح {فِي الْبَأْسَاءِ} شدَّة الفقر {وَالضَّرَّاءِ} المرض {وَحِينَ الْبَأْسِ} وقت شدَّة القتال في سبيل الله {أُولَئِكَ} الموصوفون بما ذكر {الَّذِينَ صَدَقُوا} في إيمانهم أو ادعاء البر {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} الله.

وقولُ المؤلِّف: (وقُرئ البار): هذه قراءةٌ غيرُ معروفة (١).

وقولُه: (أي: الكتب): يُبيِّنُ أنَّ الكتاب اسمُ جنسٍ، فيشمل كلَّ كُتب الله.

وقولُه: (مع حبه): أي: يُنفقون المال، وهم: يحبونه، وبهذا ينال البر؛ كما قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢].


(١) لم نجد هذه القراءة لا في المتواتر ولا في الشواذ، وأول من ذكرها -فيما نحسب- الزمخشري؛ فقال: «وقرئ: ولكن البارّ»، «الكشاف» (١/ ٣٦٣)، ثم تتابع المفسرون؛ فأوردها البيضاوي (١/ ١٢١)، والنسفي (١/ ١٥٣)، والسمين الحلبي في «الدر المصون» (٢/ ٢٤٧). ومما يؤيد أن هذه القراءة غير موجودة ما قاله المبرد: «لو كنت ممن أقرأ القرآن لقرأت: ولكن البر من آمن بالله، بفتح الباء»، نقله عنه الثعلبي في تفسيره (٤/ ٣٣٠)، والزمخشري (١/ ٣٦٣)، والرازي (٥/ ٢١٤)، فلو كانت تلك القراءة موجودة لما قال المبرد هذا الكلام، والله أعلم.

<<  <   >  >>